عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به . والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل :
إني إمرؤ صائم ، إني إمرؤ صائم ، والذي نفس محمد بيده لخاوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك ،وللصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه )).
( أخرجه أحمد ومسلم والنسائي )
*******************
* ( كل عمل إبن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى عليه )
حتى تصوم صياما مقبولا يحقق الثمرة المرجوة منه وهي التقوى ، التي من أهم ثمارها أن يكون الصيام جنة ..
أي وقاية لك من الوقوع في مخالفة من المخالفات القولية والفعلية ما دمت مستشعرا لهذا المعنى الكبير الذي خلاصته أن الله وحده هو الذي يعرف حقيقة صيامك ..
وهو الذي سيكافئك عليه ، ولهذا كان لا بد لكي تكون بعيدا عن كل شيء يعرض صيامك للضياع ، أن تكون منفذا لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم التي يقول فيها بعد ذلك :
* ( فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، ولا يجهل .
فان شاتمه أحد أو قاتله فليقل : إني إمرؤ صائم ، إني إمرؤ صائم ...)
لا يرفث ـ أي لا يتكلم بفحش القول
لا يصخب ـ أي لا يصيح ولا يخاصم
لا يجهل ـ أي لا يرتكب شيئا من أفعال الجاهلية كالسفه والسخرية .
اني صائم : أي يقول ذلك بلسانه ليعلم مخاطبه أنه معتصم بالصيام عن اللغو والرفث والجهل . أو يقول ذلك لنفسه منعا لها من مقابلة الجهل بالجهل ، وقيل : يقول ذلك بلسانه في الفرض ، ولنفسه في التطوع .
فأنت مطالب إذن بكف جوارحك عما لا يرضي ربك وإلا فلا معنى لصيامك ولا ثمرة له غير الجوع والعطش ، ففي الحديث الشريف :
(( رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ))
أخرجه إبن ماجة
وأيضا : (( ليس الصيام من الأكل والشرب وانما الصيام من اللغو والرفث )).
- أخرجه إبن حبان والحاكم ـ
*************
يقول الشاعر :
لا تجعلن رمضان شهر فكاهة ** تلهيك فيه من القبيح فنونه
واعلم بأنك لا تنال قبوله ** حتى تكون تصومه وتصونه
*************
تقبلوا تحياتي
كتاب من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم