[حقيقة ياجوج وماجوج وقصة ذي القرنين
بقلمي
لن تجد قصة اختلف في تأويلها العلماء والمفسرون مثل قصة ذي القرنين وما فيها من غموض ولاول مرة يعجز المفسرون من ان يزيلوا التعارض ما بين القرآن الكريم و احاديث ياجوج ومأجوج والعلم الحديث
وفي هذا البحث سوف نجلى هذا الامر باذن الله ونرفع التعارض بعون الله وتوفيقه .
ورد ذكر " يأجوج ومأجوج " في القرآن الكريم في سورتي الكهف والانبياء
وقد دلت الأحاديث على أن الزمان الذي يخرجون فيه يملكون أسباب القوة ويتفوقون فيها على سائر الناس، وذلك إما لكونهم متقدمين عسكرياً ووصلوا إلى تقنيات تمكنهم من إبادة البشر والسيطرة على بلادهم وهذا هو الراجح بقرينة الحديث ( لا يدان لاحد بقتالهم )، وإما لأن زمن خروجهم يكون بعد زوال هذه الحضارة المادية، ورجوع الناس إلى القتال بالوسائل البدائية والتقليدية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين)، رواه ابن ماجة.
النشاب والاقواس من الخشب ولكن الاترسة من حديد فكيف يوقد منها ؟
والاجابة بعون الله ان في العصر الحديث يعرف ما يسمى بالتدويرRecycling او اعادة التصنيع وهذا هو المعني في الحديث حيث توضع كل تلك الاشياء في افران ويعاد تصنيعها بما ينفع الناس .
عن ابن حرملة عن خالته قالت خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب إصبعه من لدغة عقرب فقال: ( إنكم تقولون لا عدو وإنكم لا تزالون تقاتلون عدوا حتى يأتي يأجوج ومأجوج عراض الوجوه صغار العيون شهب الشعاف من كل حدب ينسلون كأن وجوههم المجان المطرقة)، رواه أحمد
وهذا الوصف لا ينطبق اليوم على اي سلالة بشرية في الارض مما يدل على انهم بشر (فضائيون ) فالوجوه تشبه الدروع التي توضع قديما في الحرب على الوجوه والعيون صغيرة كعيون سكان شرق آسيا ولكن شعرهم اصفر او ابيض فسفوري لامع كالشهاب ووجههم عريض بل هم لا يسيرون مثلنا بل ينسلون كالثعابين مما يجعلهم اسرع في الحركة من البشر.
ففي الحديث : حدثني إسحاق بن نصر: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، فيقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد). قالوا: يا رسول الله، وأينا ذلك الواحد؟ قال: (أبشروا، فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا. ثم قال: والذي نفسي بيده، إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود) رواه البخاري
وعند احمد ( تسع مائة وتسعة وتسعين من يأجوج ومأجوج ومنكم واحد )
وفي هذا دليل على عدم وجودهم في الارض باية حال من الاحوال وانهم بشر فضائيون كما سنبين ذلك بالادلة خلال تعليقنا على تفسير سورة الكهف .
فكلمة (ناس ) كلمة جامعة لجميع اصناف البشر من قبل آدم وبعده فإن كانت امة محمد صلى الله عليه وسلم مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود والآن هي زهاء مليار وثلاثمائة مليون (انسان) فكم عدد البشر ان لم يكن المقصود بالناس جميع الأجناس بما فيهم يأجوج وماجوج ...؟
فاذا كان البشر الآن زهاء 6 مليار فالمفترض من الحديث السابق ان يكون عدد ياجوج وماجوج 6 تريليون ..! فهل تحتمل الارض كل هذا العدد المهول ..؟
وما داموا يشربون الماء بالكمية التي وردت في صحيح مسلم الى درجة تجفيف بحيرة طبرية في وقت وجيز فلا يمكن باي حال ان يكونوا معنا في كوكب واحد والا لجففوا مياه هذا الكوكب منذ امد بعيد ناهيك عن ما يأكلون وما يستهلكون من موارد وما يخرجون من فضلات ...!
ولا يتغير الامر عند افتراض ان منكم تعني العرب فالعرب اليوم 300 مليون فيصبح ياجوج ومأجوج 300 مليار وهو ايضا عدد مهول ..!
بل بحساب اليوم : المسلمون حوالي مليار و300 مليون اذن يأجوج وماجوج تريليون و300 مليار ..!
وقد بينت الأحاديث كذلك أن خروجهم سيكون في آخر الزمان قرب قيام الساعة، قال - صلى الله عليه وسلم -: ( لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات؛ فذكر خروج يأجوج ومأجوج .. ) رواه مسلم و أبو داود
وعندما دخل – صلى الله عليه وسلم – على زوجته زينب بنت جحش - رضي الله عنها – فزعاً وهو يقول: ( لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سدِّ "يأجوج ومأجوج" مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث ) رواه البخاري .
والخبث هنا اما الشر بمجاميعه وسوء الاخلاق او هو بالمعنى الضيق (اولاد الزنا ) ودونكم اليوم كيف لا يعبأ اهل اروبا وامريكا وغيرهم بالزواج ومعظم ابنائهم اولاد سفاح ونحن على الدرب سائرون بطريقة او باخرى ودونكم كيف يفتي علماؤنا الاجلاء في الطلاق فيسقطون ما زاد عن الثلاث باي وسيلة وأوهي حجة فيعيش الرجل مع زوجته (طليقته) وهما زانيان .
أما ترتيب خروجهم ضمن أشراط الساعة الكبرى فقد دلت الأحاديث على أن الدجال عندما يخرج، ينزل المسيح عليه السلام بعده، ثم يخرج يأجوج ومأجوج ففي حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه وفيه ( إذا أوحى الله على عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أولئك على بحيرة طبرية ، فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مئة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب إلى الله عيسى وأصحابه ، فيرسل الله عليهم النغف( دود يكون في أنوف الإبل والغنم ) في رقابهم فيصبحون فرسى ( أي قتلى ) كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت (الجمال) ، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ) رواه مسلم وزاد في رواية – بعد قوله ( لقد كان بهذه مرة ماء )
وللتأكيد على انهم بشر فضائيون هو طريقة موتهم السريعة ولاحظوا كلمة (فرسى)
وهو اشتقاق نادر لكلمة فريسة هذا اذا كان المعنى كذلك ولكن احسب ان فرسى هنا تعنى شيئا آخر ..
نفترض انك وضعت عشر بهائم وتركت دود النغف المذكور ليدخل من انوفها هل من الممكن ان تموت كلها في لحظة واحدة ؟ ناهيك عن الوف او ملايين منها ..واين كان هذا الدود قبل مجيء ياجوج وماجوج ؟ وكيف يدخل الدود الى انوف بشر ولا يحركون ساكنا ؟ وهم من القوة كما ذكر الحديث لا يدان لاحد بقتالهم ؟
ان ما ورد بشأن نزول دود النغف من العنان او السحاب على ياجوج وماجوج لم يثبت في أثر صحيح
مهلا اخوتي .. التفسير المنطقي انهم ما داموا فضائيين فلا بد من ان بينهم وسيلة اتصال تربطهم ببعضهم البعض اشبه ما يكون بشبكات الكمبيوتر الآن كما انهم لابد من ان يلبسوا ما يقيهم طقس الارض مثل البذلات الفضائية وربما هم يتنفسون شيئا غير الاوكسجين (الهيدروجين مثلا ) وانهم يموتون لو تعرضوا له ولذلك يقومون بتجفيف بحيرة طبرية للحصول على مزيد من الهيدروجين كوقود لآلاتهم او ليتنفسوا
وبدعوة عيسى عليه السلام يضرب الله شبكة اتصالاتهم (بفيروس ) ولاحظوا كيف ان هذه الكلمة توافق كلمة (فرسى) التي وردت في الحديث السابق كاعجاز نبوي هنا حتى الفيروس يسمى بالبق او دودة الكمبيوتر احيانا ويفعل نفس فعل دود النغف بالبهائم حيث يصيب المخ او سمه القرص الصلب للكمبيوتر وينطبق الامر كذلك على ياجوج وماجوج وبطريقة انتقال الفيروسات في الشبكات ينتقل الفيروس من المركز للجميع فيدمرهم في لحظة واحدة ( كمهلك نفس واحدة )وهو الشيء الوحيد الذي يحقق الحديث السابق بدقة علمية متناهية ..حتى النتن والزهم هي اوصاف لاحتراق اللحوم البشرية بالاسلاك الكهربائية او التفاعلات الكيماوية.ومعلوم ان في الحرب يقومون عادة بارسال طائرات الاخلاء للجرحى وسحب جثث الموتى وترك العتاد العسكري وهذا ما يحدث بالفعل حيث يرسل كوكبهم طائرات ضخمة فتحمل رفات الموتى وتخلي الجرحى (هذا اذا بقي منهم جريح ) وتحملهم الى كوكبهم (حيث شاء الله ) و الذي لا يعرف عنه اهل الارض شيئا . ومن الطبيعي ان يتولى الارض مطر شديد لا يكن منه بيت حجرولا مدر ليزيل بقايا ياجوج وماجوج فيجعل الارض كالزلقة وترجع الارض كما في عهد ابينا آدم من الخير والبركة كما ورد في الاحاديث
( فيرسل عليهم طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله عليهم مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسله حتى يتركه كالزلقة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة فتشبعهم ويستظلون بقحفها ويبارك الله في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل تكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر تكفي القبيلة واللقحة من الغنم تكفي الفخذ فبينما هم كذلك إذ بعث الله عليهم ريحا طيبة فتأخذ تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم ويبقى سائر الناس يتهارجون كما تتهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة)، رواه ابن ماجة
ويلاحظ ان وصف طائرات الاخلاء يشبه الاطباق الطائرة التي تبدو كاعناق الجمال طويلة مع تقوس كالهلال وحتى هذا المنحى لايبتعد كثيرا عن القرآن الكريم :
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)( الأنبياء: 96)
فالحدب قد يكون هو نفسه الطبق الطائر والا فماذا ...!
وفي الحديث ايضا عن ياجوج وماجوج :
( ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر ، وهو جبل بيت المقدس فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض ، هلم فلنقتل من في السماء ، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما )
وحتى لا نذهب بعيدا المقصود انهم يحاربون البشر المحتمين بناطحات السحاب والبنايات الشاهقة وليس اهل السماء كما فهم بعض المفسرون وحينئذ يلهم الله اهل تلك البنايات ان يضعوا دما او ما يشبه الدم في اسلحتهم ويعيدونها لهم حتى يتقوا شرهم وتنجح الحيلة باذن الله.
ويلاحظ ان عند ياجوج وماجوج خصلتين غريبتين :
الاولى : انهم لا يستطيعون تسلق الاماكن العالية رغم قوتهم الفائقة بقرينة عجزهم من ان يظهروا على ردم ذي القرنين (عقدة الاماكن المرتفعة )
الثانية : انهم عند نزول الليل يتوقفون عن محاولة نقب السد ويؤجلون عملهم لليوم التالي مما يقوي احتمالية اصابتهم بالعمى الليلي .
وبعد هلاكهم يعود المسلمون لممارسة حياتهم الطبيعة وشعائرهم كالمعتاد مصداقا للحديث : ( ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج ) رواه البخاري .
وأحمد عن ابي سعيد.
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا فيعودون إليه كأشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله عز وجل أن يبعثهم إلى الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله ويستثني فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن شكرا من لحومهم ودمائهم)، رواه أحمد. .
معنى ياجوج وماجوج :
معنى الأسمين : يأجوج مأجوج اسمان عربيان وقيل أعجميان وعلى هذا يكون اشتقاقهما من أجت النار أجيجا : إذا التهبت . أو من الأجاج : وهو الماء الشديد الملوحة ، المحرق من ملوحته ، وقيل عن الأج : وهو سرعة العدو. وقيل : مأجوج من ماج إذا اضطرب، ويؤيد هذا الاشتقاق قوله تعالى ( وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ) ، وهما على وزن يفعول في ( يأجوج ) ، ومفعول في ( مأجوج ) أو على وزن فاعول فيهما
هذا إذا كان الاسمان عربيان ، أما إذا كانا أعجميين فليس لهما اشتقاق ، لأن الأعجمية لا تشتق
وللعلماء في اصلهم اقوال :
فقول بان أصلهم من البشر من ذرية آدم وحواء عليهمـا السلام وهمـا ذرية يافث أبي الترك ويافث من ولد نوح عليه السلام.
وقيل هم بشر من غير بني آدم، هم بشر سبق خلق آدم على الأغلب من إنسان نياندرتال أو الإيركتوس فيأجوج ومأجوج (مفسدون في الأرض)، وهي صفات البشر الذين سبقوا بني آدم ففي سورة البقرة (إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) قالوا عن سابق تجربة (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).
والرأي الاخير اقرب للمنطق
قال حسان بن عطية :ياجوج وماجوج امتان في كل امة مائة الف امة لا تشبه اخرى لا يموت الرجل منهم حتى ينظر في مائة عين من ولده . رواه نعيم في الفتن برقم 1626 بسند جيد
قال جبير بن نفيل : ان ياجوج وماجوج ثلاثة اصناف : صنف طولهم كالارز والشربين (الارز شجر طويل الساق وقد اتخذته لبنان شعارا لها ) وصنف طولهم وعرضهم سواء وصنف يفترش الرجل منهم اذنه ويلتحف بالاخرى فيغطي سائر جسده .
رواه نعيم برقم 1630 بسند جيد
وطالما صنف منهم بهذا الطول فذلك ادعى ان لا يستطيع انسان ان يقف امامهم .
علامات خروجهم
خروجهم علامة على قـرب النفخ في الصور وخراب الدنيا وقيام الساعة.
قال تعـالى (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) الأنبياء: 96)
روى نعيم برقم 1650 باسناد قوي : عن وهب بن منبه : الروم اول الآيات ثم الدخان والثالثة ياجوج وماجوج ثم عيسى
وبم اننا اثبتنا بالدلائل في بحث آخر ان آيات طلوع الشمس من مغربها والدابة والدجال والدخان ثم نزول المسيح عيسى بن مريم معاصرة لبعضها البعض فان بشائر عودة الروم في الاتحاد الاروبي وغزوهم لبلاد العرب والمسلمين اشارة قوية لقرب الايات الكبرى للساعة
سد ذي القرنين
ذهب بعض العلماء أنه في المشـرق استنادا على قوله تعـالى(حتى إذا بلغ مطلع الشمـس) كما ذكر ابن عباس في (بلاد الترك) مما يلي أرمينيا وأذربيجان. أي في منطقة سيبيريا الكبيرة. ولم يستطيع أحد الوصول إليهم أو الظهور على موقعهم حتى الآن.(هذا اذا كان سدهم على الارض اصلا ..)
فالسد بين جبلـين قال تعالى(حتى إذا بلغ بين السدين) والسدان:جبلان عظيمان.
- و أنه من حديـد قال تعالى(اتوني زبر الحديد
- و أنه قد طلي بالنحاس المذاب.
- وارتفاع السد بلغ به ذو القرنين إلى رؤوس الجبلين قال تعالى(حتى إذا ساوى بين الصدفين) والصدفان رأسا الجبلين.
لذا هذا السد رحمة من الله إلى وقت محدد ومعلوم, فإذا جاء هذا الأجل دك هذا السد. ولنا تعليق على اقوال هؤلاء العلماء .
ففي سورة الكهف
(وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (84) فَأَتْبَعَ سَبَباً (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَأباً نُّكْراً (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً (98))
تكلم القرآن عن ذي القرنين وجعله قدوة ومثلا رائعا المحسن التقي الورع وذكر تمكينه في الأرض ورحلاته الثلاث:
• رحلته الأولى حتى بلغ مغرب الشمس
• ثم رحلته الثانية حتى بلغ مطلع الشمس
• ثم رحلته الثالثة حتى بلغ بين السدين
وقد اختلف في سبب تسميته ذا القرنين فتقدم قول علي، وقيل: لأنه بلغ المشرق والمغرب أخرجه الزبير بن بكار من طريق سليمان بن أسيد عن ابن شهاب قال: إنما سمي ذا القرنين لأنه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن الشمس من مطلعها، وقيل: لأنه ملكهما وقيل: رأى في منامه أنه أخذ بقرني الشمس، وقيل: كان له قرنان حقيقة، وهذا أنكره علي في رواية القاسم بن أبي بزة، وقيل: لأنه كان له ضفيرتان تواريهما ثيابه، وقيل: لأنه كانت له غديرتان طويلتان من شعره حتى كان يطأ عليهما، وتسمية الضفيرة من الشعر قرنا معروف ومنه قول أم عطية " وضفرنا شعرها ثلاثة قرون " ومنه قول جميل " فلثمت فاها آخذا بقرونها " وقيل: لأنه عمر حتى فني في زمنه قرنان من الناس، وقيل: لأن قرني الشيطان عند مطلع الشمس وقد بلغه، وقيل: لأنه كان كريم الطرفين أمه وأبوه من بيت شرف، وقيل: لأنه كان إذا قاتل قاتل بيديه وركابيه جميعا، وقيل: لأنه أعطي علم الظاهر والباطن، وقيل: لأنه ملك فارس والروم.
تفسير الآيات
تفسير الآيات الكريمة
((ويسألونك عن ذي القرنين))
يقول تعالى لنبيّه صلى اللّه عليه وسلم {ويسالونك} يا محمد {عن ذي القرنين} أي عن خبره، وكان السئلون هم ((اليهود))، إن السؤال لم يكن عن ذات ذي القرنين، بل عن شأنه، فكأنه قيل: ويسألونك عن شأن ذي القرنين.
(قل): لهم في الجواب
(سأتلو عليكم منه ذكرا): الخطاب للسائلين، سأقص عليكم منه خبرا من الماضي.
((إنا مكنّا له في الأرض)): أي اعطيناه ملكاً عظيماً، ممكناً فيه من جميع ما يؤتى الملوك من التمكين والجنود وآلات الحرب والحضارات، ودانت له البلاد وخضعت له ملوك العباد.
والارض تعني ارضنا هذه وقد تعني الارض مطلقا كاسم جنس والمعلوم ان هنالك سبع ارضين .
((وآتيناه من كل شئ سببا)): أي اعطيناه من كل شيء { سبباً } طريقاً يوصله إلى مراده . والسبب هو الحبل الذي يوصل الدلو للماء في البئر وبالتالي هو الوسيلة الموصلة لغاية ما
(فأتبع سببا): اتبع احد الوسائل التي وهبها له الله تعالى ولابد لهذه الوسيلة من توصله لمراده
ولابد ان نتوقف قليلا في كلمة (سببا) حيث ترد دوما في القرآن الكريم لتتحدث عن الارتقاء في السماء اوارتياد الفضاء
َمن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) الحج
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) غافر
أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) ص
((حتى إذا بلغ مغرب الشمس)) ومغرب الشمس هو المكان الذي يرى الرائي أن الشمس تغرب عنده وراء الأفق (وهذا قول العلماء السابقين ).
ونحن نقول : علميا ثبتت كروية الارض وان كل نقطة على خطوط طولها مطلع للشمس ولذلك قال تعالى ( رب المشارق والمغارب ) والنقطة نفسها مغرب للشمس
ولذلك فان تحديد مكان ذهاب ذي القرنين بانه اقصى الشرق او الغرب اجتهاد جانبه الصواب .
صحيح ان للشمس مغرب ولكن ليس في ارضنا..
ومغربها في آخر كواكب المجوعة الشمسية وهو كوكب بلوتو الذي يتكون من غاز الامونيا (النشادر) وجليد ..وغلافه من الميثان والنتروجين !
"وجدها": أي الشمس.
(تغرب في عين حمئة): أي راى الشمس في منظره تغرب في البحر وهذا شان كل من انتهى إلى ساحله، يراها كانها تغرب فيه، والحمئة مشتقة على إحدى القراءتين من الحماة وهو الطين، كما قال تعالى {اني خالق بشراً من صلصال من حما مسنون}: أي من طين املس، وقد تقدم بيانه. وقال ابن جرير: كان ابن عباس يقول {في عين حماة} ثم فسرها ذات حماة، قال نافع: وسئل عنها كعب الاحبار فقال: انتم اعلم بالقران مني لكني اجدها في الكتاب تغيب في طينة سوداء. وبه قال مجاهد وغير واحد. وعن اُبي بن كعب ان النبي صلى اللّه عليه وسلم اقراه حمئة، وقال علي بن ابي طلحة، عن ابن عباس وجدها تغرب في عين حامية يعني حارة. وكذا قال الحسن البصري، وقال ابن جرير: والصواب انهما قراءتان مشهورتان، وايهما قرا القارئ فهو مصيب، ولا منافاة بين معنييهما إذ قد تكون حارة لمجاورتها وهج الشمس عند غروبها وملاقاتها الشعاع بلا حائل، وحمئة في ماء وطين أسود كما قال كعب الاحبار وغيره. (هذا قول العلماء السابقين فماذا قال اللاحقون ..؟
قالوا : الظاهر من النص أن ذا القرنين توجه غربا حتى وصل إلى نقطة على شاطئ البحر ويظن أن اليابسة تنتهى عنده – فرأى الشمس تغرب فيه. والارجح أنه كان عند مصب أحد الأنهار، حيث تكثر الأعشاب ويتجمع حولها طين لزج هو الحمأ. وتوجد البرك وكأنها عيون الماء. فرأى الشمس تغرب هناك و(وجدها تغرب في عين حمئة).
ونحن نقول : صحيح ان الحمأة هو الطين الاسود الذي يوجد بالمستنقعات وهو ذو رائحة نتنة لوجود غاز النشادر وهو المقصود بالآية وهو اعجاز للقرآن الكريم الذي سبق العلم الحديث للاشارة الى كوكب في اقصى الغرب من المجموعة الشمسية له مثل هذه الصفات .
(ووجد عندها): أي عند تلك العين (قوما) أي أمة من الأمم. وليس بالضرورة ان يكونوا بشرا مثلنا وهنا مربط الفرس واصرار غير مبرر من اننا وحدنا من يعمر هذا الكون الشاسع ولا توجد حياة في اي كوكب آخر.
(قلنا ياذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا) أي ليكن شأنك معهم إما التعذيب وإما الإحسان، فالأول لمن بقي على حاله، والثاني لمن تاب. وهنا لابد ان نشير الى ان كلمة (قلنا ) تعني ان الله اوحى لذي القرنين وانه بهذا التخيير نبي مرسل لهؤلاء البشر المتحورين ليدعوهم للاسلام دين الله الاوحد في الارض على مر العصوروالا فكيف يعذبهم دون امر الهي ..؟
(قال أما من ظلم): نفسه ولم يقبل دعوة التوحيد والمنهج الرباني واستمر على شركة وكفره وعناده.
(فسوف نعذبه): بالطريقة التي امره الله بها
(ثم يرد إلى ربه): في الآخرة.
(فيعذبه): فيها.
(عذابا نكرا): أي شديداً بلغياً وجيعاً اليماً، وهو العذاب في نار جهنم. وهذا في حد ذاته دليل على نبوته والا فكيف علم ذو القرنين ان الله سوف يدخلهم النار في الآخرة دون وحي من الله ..؟
(وأما من آمن): أي تابعنا على ما ندعوه إليه من عبادة الله وحده.
(وعمل صالحا فله جزاء الحسنى): أي المثوبة الحسنة أو الافعال الحسنة أو الجنة. وينطبق عليه ما قلناه بامر النار وان ذلك تأكيد لنبوة ذي القرنين ورسالته .
(وسنقول له من أمرنا يسرا): وهكذا هو الدين دين يسر.
(ثم أتبع سببا): أي اتبع وسيلة اخرى ليسوح في الفضاء غير الوسيلة الاولى لأنها وسيلة او مركب فضائي يتحمل البرودة الشديدة في الفضاء البعيد من الشمس
(حتى إذا بلغ مطلع الشمس): أي مطلعها من الأفق الشرقي في عين الرائي.
ونحن نقول : بلغ اول كوكب في المجموعة الشمسية تطلع عليه الشمس وهو عطارد ولابد انه استغل مركبة فضائية تستطيع ان تتحمل درجة الحرارة العالية كما قام بارتداء من السترات ما يقيه حرارة الشمس التي تبلغ اكثر من 400 درجة مئوية في الكوكب
(وجدها): أي الشمس.
(تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا): إشارة تدلنا على أن ذا القرنين قد وصل الى مكان شروق الشمس في اقصى المشرق
ونحن نقول : بل الى عطارد والتي يسكنها اناس متحورون يتحملون درجات الحرارة العالية ولا تضرهم وانهم لا يجدون سترا يسترهم من الشمس اي من حرارتها العالية لشدة قربهم منها ويلاحظ انه لم يدعهم للملة الواحدة وربما لأنهم على دين التوحيد...!
(كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا): أي أن الله سبحانه كان عالما بأحوال ذي القرنين، مطلعا على حركاته، محيطا بأخباره
(ثم أتبع سببا): أي اتبع وسيلة ثالثة غير الاثنتين
(حتى إذا بلغ بين السدين): أي الجبلين.
ونحن نقول : اقرب تفسير منطقي لجملة ( بين السدين ) انها يعني حزام الكويكبات وحزام كيوبر و فالاول يفصل ما بين كواكب عطارد والزهرة و الارض والمريخ من المشترى والثاني يفصل ما بين كوكبي نبتون وبلوتو وكلاهما حزام من الكويكبات والمذنبات السيارة مما يمثلان سدين عظيمين من الصخور في مدار حول الشمس صعب اختراقهما
(وجد من دونهما): أي السدين: قال ابن كثير: (هما جبلان متناوحان (متقابلان) بينهما ثغرة يخرج منهما يأجوج ومأجوج على بلاد الترك، فيعيثون فيهم فسادا ويهلكون الحرث والنسل).
ونحن نقول : هي المنطقة التي تضم كواكب المشترى وزحل واورانوس ونبتون
(قوما لا يكادون يفقهون قولا): أي أمة من الناس لا يفقهون أقوال أتباع ذي القرنين لقلة فطنتهم وبعدهم عن لغات غيرهم.( وهذا اقوال المفسرون )
ونحن نقول : ان لغتهم ليست بصوت وانما بالاشارة او بذبذبات خاصة ولذلك لا يفهمون حديث ذي القرنين ومع ذلك استطاع ان يترجم لغتهم ولعلهم يستعملون لغة التخاطر الذهني فلا يحتاجون للكلام.
ثم من قال ان لذي القرنين جيش واتباع ؟
ان القرآن الكريم يقول على لسان ذي القرنين : اعينوني ...ولم يقل اعينونا ...! كما ان ما قام به من افعال حتى بنى لهم السد بعد ذلك كلها جاءت بصيغة ضمير المتكلم .
(قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض): أي اشتكوا إلى ذي القرنين من ظلم (يأجوج ومأجوج) الذين أفسدوا أرضهم
والارض تعني ارضهم وليست ارضنا ولذلك جاءت بالتعريف ومن هنا حدث اللبس بين علماء التفسير
(فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا) أي يجمعون له ما يعطونه له مقابل ان يبني لهم سدا
والسد: أي حاجزا يمنعهم من الوصول إلينا.
فقال ذو القرنين:
(قال ما مكني فيه ربي خير): أي إن الذي أعطاني الله من الفضل خير لي من الذي تجمعونه وهكذا حال الانبياء لا يسألون اجرا على عمل الخيرولذلك استنكر العبد الصالح كلام موسى عليهما السلام بان يأخذ اجرا على بنيانه للجدار وكأنه يذكرموسى بعدم طلبه من تلقاء نفسه لاجر مقابل ان يسقي لبنتي شعيب عليهم السلام. وكذلك حال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )
وحال سليمان عليه السلام (فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) النمل
(فأعينوني بقوة): أي ساعدوني بالأيدي العاملة.
(أجعل بينكم وبينهم ردما): أي حاجزا حصينا منيعا.
(آتوني زبر الحديد): أي قطع الحديد الكبيرة.
(حتى اذا ساوى بين الصدفين): أي وصل الحديد وضع بعضه على بعض من الأساس، حتى حاذى به رؤوس الجبلين طولاً وعرضاً.
(قال انفخوا) : أي اشعلوا النار تحت الحديد.
(حتى إذا جعله نارا قال أتوني أفرغ عليه قطرا): أي من الذين يشرفون على أمر النحاس، لاضع فوق الحديد المصهور نحاسا مذابا ليختلط به.
(فما اسطاعوا أن يظهروه): أي ياجوج وماجوج عجزوا على صعود على ظهر السد.
(وما استطاعوا له نقبا): أي عجزوا عن نقضه وخرقه.
(قال): أي ذو القرنين لمن عنده من أهل تلك الديار وغيرهم.
(هذا): إشارة إلى السد.
(رحمة من ربي): حيث جعله بينهم وبين ياجوج وماجوج حائلاً يمنعهم من العيث في الأرض والفساد.
(فإذا جاء وعد ربي): أي اذا اقترب الوعد الحق وهذا ايضا تأكيد لنبوة ذي القرنين فكيف يعلم ما يحدث للسد في المستقبل وهو غيب لو لم يطلعه الله تعالى ؟
(جعله دكاء) أي ساواه بالأرض، وتقول العرب: ناقة دكاء اذا كان ظهرها مستوياً لا سنام لها.
(وكان وعد ربي حقا): أي كائناً لا محالة.
ونحن نقول : ان ذا القرنين هو اول من صنع سبيكة والسبيكة اقوى من الفلزات ومن مميزاتها انك اذا احدثت بها ثقبا وتركته رجع الثقب كما كان بعد فترة وهذا ما ظل يحدث لياجوج وماجوج باستمرار فكلما خرقوا الردم عاد كما كان لا سيما وان اليوم في تلك الكواكب وخذ كوكب المشترى الذي حجمه 1300 مرة كحجم الارض كمثال - قصير جدا لا يكفي لاكمال مهمة الحفر حتى اذا تركوه وعادوا في الصباح رجعت السبيكة كما كانت وتلك رحمة من الله .كما ان ذا القرنين استعمل ذكاؤه بان ساوى بين الصدفين اي قطبي المغناطيس بمجال مغناطيسي صعب كثيرا من مهمة ياجوج وماجوج والمعلوم ان اقوى المجالات المغناطيسية ما تكون من الحديد والنحاس حيث يؤكسدان بعد تقطيع الحديد قطعا قطعا (زبرا) وافرغ عليه النحاس المذاب الساخن (المؤكسد) كما ذكر ابن عباس. والواضح ان ذا القرنين بنى السد في شكل حدوة حصان وجعل طرفي السد (الصدفين ) قطبي مجال مغناطيسي
وما يمنع كون ان هذا حدث في ارضنا توفر كل تلك الكمية من الحديد والنحاس لدرجة ان يقوم بصبهما بين قمتي جبلين اي انه صنع جبلا معكوسا ليساوي بين الصدفين كما ذكر المفسرون قمته لاسفل وقاعدته لاعلى وهذا مستحيل .
ان الكوكب المذكور لابد من ان يكون غالب ارضه حديد ونحاس كما ان غالب ارضنا تراب وماء وانه لما هداه الله لاكتشاف السبيكة تعذر لغيره ان يخرقها ولو انه صنع السد من نحاس خالص او حديد خالص لتم خرقه بيسركما اننا لوبنينا بيوتنا من تراب خالص لسهل نقبها بعكس ذلك لو خلطنا الرمل بالاسمنت .
اذا صح وجود الكوكب العاشر نيبيرو وما يقال عن حجمه الذي يقارب الشمس فليس بمستبعد ان يكون هو مقر ياجوج وماجوج الذين يفسدون في الارض كلما اقترب كوكبهم من مدار الارض كل 3600 سنة .
ويلاحظ انه ليس بالضرورة ان يكون ذو القرنين قد وجد هؤلاء القوم بين السدين بل وجدهم بكوكب آخر قريب مما يقوي من احتمالية وجودهم بالكوكب العاشر .
وفي سورة الأنبياء
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)( الأنبياء: 96)
قال ابن عباس: من كل شرف يقبلون، أي لكثرتهم ينسلون من كل ناحية. والحدب ما ارتفع من الأرض، والجمع الحداب، مأخوذ من حدبة الظهر، وقيل: " ينسلون " يخرجون وقيل: يسرعون، والنسلان مشية الذئب إذا أسرع، ثم قيل في الذين ينسلون من كل حدب: إنهما يأجوج ومأجوج، وهو الأظهر، وهو قول ابن مسعود وابن عباس. وقيل: جميع الخلق، فإنهم يحشرون إلى أرض الموقف، وهم يسرعون من كل صوب. وقرىء في الشواذ وهم من كل جدث ينسلون أخذا من قوله: " فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون " [يس: 51]. وحكى هذه القراءة المهدوي عن ابن مسعود و الثعلبي عن مجاهد وأبي الصهباء.
ولو صح ما يردده البعض عن الاطباق الطائرة فهي اقرب المراكب وصفا الى ياجوج وماجوج فهي محدبة وهي تشبه اعناق البخت
وثمت أثر ضعيف لو صح لاغنانا عن كل هذا رواه نعيم برقم 1649عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : بعثني الله حين أسري بي الى ياجوج وماجوج فدعوتهم الى دين الله والى عبادته فأبوا ان يجيبوني فهم في النار مع من عصى من ولد آدم وولد ابليس
ولو انه على ضعفه لا يناقض القرآن الكريم :
مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) الاسراء
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) سبأ
فليس من المنطق ان يدخل الله ياجوج وماجوج النار وهم (اكثر الناس ) هكذا دون ان يبعث فيهم رسولا كما ان وجودهم حتى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يحتم عليه ان يدعوهم للاسلام لأنهم من (الناس) الوارد ذكرهم في الآية السابقة
ولعل لطيفة ان اكثر الناس لا يعلمون انه مرسل لكافتهم يعني بهم (ياجوج وماجوج ) لأنهم (أكثر الناس ) عددا
وما يعضد ما ذكرنا هنا ومن انهم فضائيون ان الرسول صلى الله عليه وسلم دعاهم في رحلته الفضائية (ليلة الاسراء والمعراج )
اما الحديث عن ان ذا القرنين هو الاسكندر المقدوني فامر بعيد اذ لم يعرف لهذا الاسكندر فتوحات بالمغرب ولم يعرف له سدا بناه ولم يكن اصلا بمؤمن ولا حاكماعادلا دعك من ان يعلم الغيب ويبشر هذا بالجنة وذاك بالنار.
كما ان القول بان ابوه من الملائكة وامه انسية لا يقف عليه دليل والله اعلم .
الأحاديث الضعيفة والموضوعة في يأجوج ومأجوج
بعد أن اتضحت بعض الملامح عن عالم "يأجوج" و"مأجوج" من خلال الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة، لعل من المناسب ذكر بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة في وصفهم، والتي ساهمت في إضفاء نوع من الهالة والغموض حولهم، فمن تلك الأحاديث:
حديث ( يأجوج أمة، ومأجوج أمة، كل أمة أربعة آلاف أمة، لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السلاح ) رواه الطبراني و ابن عدي في الكامل وقال: "هذا حديث منكر موضوع".
ومنها عن عبد الله بن عمرو ( إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وإنهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً، وإن من ورائهم ثلاث أمم تاويل وتاريس ومنسك ) رواه الطيالسي وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : "حديث غريب جداً وإسناده ضعيف وفيه نكارة شديدة ".
أخرجه الطبري ومحمد بن ربيع الجيزي في " كتاب الصحابة الذين نزلوا مصر " بإسناد فيه ابن لهيعة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين فقال: كان من الروم فأعطي ملكا فصار إلى مصر وبنى الإسكندرية، فلما فرغ أتاه ملك فعرج به فقال: انظر ما تحتك، قال: أرى مدينة واحدة، قال: تلك الأرض كلها، وإنما أراد الله أن يريك وقد جعل لك في الأرض سلطانا، فسر فيها وعلم الجاهل وثبت العالم.
ومنها أن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن "يأجوج" و"مأجوج" فقال له: ( يأجوج أمة ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف أمة، لا يموت الرجل حتى ينظر إلى ألف ذكر بين يديه من صلبه، كل قد حمل السلاح ) قلت: يا رسول الله: صفهم لنا ؟ قال: ( هم ثلاثة أصناف: فصنف منهم أمثال الأرز . قلت: وما الأرز ؟ قال: شجر بالشام طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء، هؤلاء الذين لا يقوم لهم خيل ولا حديد، وصنف منهم يفترش بأذنه ويلتحف بالأخرى، لا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه، ومن مات منهم أكلوه، مقدمتهم بالشام، وساقتهم بخراسان، يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية ) قال الهيتمي : رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف، وحكم عليه ابن عدي في الكامل بالوضع والنكارة .
وروى ابن أبي شيبة من حديث علي مرفوعا أنه قيل له: كيف بلغ ذو القرنين المشرق والمغرب؟ قال: سخر له السحاب وبسط له النور وبدت له الأسباب.