بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_____________________
فن , متعة , سحر , مهارة , جمال وسعادة كروية .. ألهمت هذه الفلسفة الصغار والكبار
كل منتخبات العالم كانوا يحلمون بأن يلعبوا مباراة واحدة كمباريات البرازيل .. الى ان أتى
ذلك اليوم الغريب .. حيث مرضت كرة القدم وبدأت فلسفة المتعة والفن تفقد هيبتها شيئا
فشيئا الى ان وصلت لمرحلة الاحتضار اليوم ..
في مونديال 1982 كانت البرازيل وسيلة لنشرالسعادة بين الناس عن طريق الجمال الكروي
كانت فلسفة تيلي سانتانا ان كرة القدم متعة يجب ان يتشاركها الجميع , سواء اللاعب او المشاهد
كان ضد اللعب العنيف بكافة أشكاله .. فلسفة خالية من الأنانية تماما .. ألهمت هذه الفلسفة مجموعة
من الجماهير ومن بينها الأسبانية فهتفت لصالح السيليساو ..
وعندما خسرت البرازيل ضد ايطاليا في كأس العالم 1982 .. لم تخسر وحدها ..
كرة القدم العالمية بأسرها خسرت ..
عندما انطعنت الفلسفة البرازيلية بالواقع الأليم تغيرت بعدها كرة القدم واتخذت طابعا آخر
( التاريخ لا يتذكر الا الفائز فقط ) .. أصبحت هذه فلسفة المدربين منذ ذلك اليوم ..
ومن بينهم بعض المدربين البرازيليين للأسف ..
بعد هذه المباراة بدأت مؤشرات المتعة والسحر بالهبوط تدريجيا ..
لم تعد كرة القدم كما في السابق .. أصبحت اليوم كأنها لعبة ركبي ..
يقول زيكو :
هزيمتنا في تلك المباراة أثرت سلبا على كرة القدم في كل مكان
الناس يتذكرون الفائز فقط .. ومنذ ذلك اليوم الناس يتذكرون
الرقابة اللصيقة وإرتكاب الأخطاء .. لو ان الـبـرازيـل فازت
لكانت كرة القدم الجميلة التي لعبناها مضربا للمثل كطريقة للفوز
منذ ذلك اليوم وجودة كرة القدم اصبحت في هبوط مستمر !!
أصبحت هذه المباراة مضرب المثل لمعظم المدربين .. ان قلت لأي مدرب مثلا
بأنه فاز بالمباراة بطريقة مملة وغير مقنعة سيذكر لك البرازيل 1982 وبأن اهم
شيء هو النتيجة بغض النظر عن طبيعة الآداء ..
ولكن لا يهم , فليتبعوا هم فلسفتهم الحديثة ولنبقى نحن البرازيل .. نلعب بنزاهة
ونستمتع ونسجل اهداف ونفوز .. نعرض فلسفتنا وهدفنا في كرة القدم ( السعادة الكروية )
يجب ان نتعلم من تضحية سانتانا .. وبشيء من التوفيق سيأتي الفوز .. وليس هذا صعبا
على البرازيل .. وليكن دونغا مضربا للمثل عندما ترك الفلسفة البرازيلية العريقة فخسر
بعدها كل شيء .. خسر السمعة والفن واللعب النظيف ..
نحن عشاق البرازيل , لا نريد عقلية مملة وتكتيكات مدرب معقدة
نريد لعبة كرة قدم على اصولها وفطرتها كما تعودنا ..
نريد ان يعيدوا رسم تلك الحظات التي بقيت خالدة في الذاكرة
لحظات المتعة والسعادة .. لحظات بيليه , غارينشا , زيكو , رونالدو والبقية ..
لقد شجعنا البرازيل لأجل هذه اللحظات !!
هناك بعض الأشياء في العالم يجب ان لا تتغير .. ومن بين هذه الأشياء , البرازيل !!