الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"من أشار بحديدة إلى أحد من المسلمين يريد قتله فقد وجب دمه"
رواه أحمد ( 26337) والحاكم ( 2669) من طريق سليمان بن بلال عن علقمة عن أمه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم به
وقد أعله محقق المسند بجهالة أم علقمة وقبله أعله المناوي بهذه العلة
غير أنها مقبولة الحديث فقد روى عنها ثقتان ووثقها العجلي وابن حبان
وقال ابن سعد في الطبقات (8/356) :" أم علقمة مولاة عائشة روت عن عائشة ، وروى عنها ابنها علقمة بن أبي علقمة أحاديث صالحة "
أقول : فمثلها حسنة الحديث ،خصوصاً وأن البخاري قد علق لها حديثين ذكرهما الحافظ في التهذيب ، وقد مال الإمام الألباني في بعض كتبه المتأخرة إلى تحسين حديثها مع أنه كان ضعف هذا الحديث في ضعيف الجامع
قال الشيخ في تحريم آلات الطرب ص129_ 130 :" وفي هذه الأحاديث والآثار دلالة ظاهرة على جواز الغناء بدون آلة في بعض المناسبات كالتذكير بالموت أو الشوق إلى الأهل والوطن أو للترويح عن النفس والالتهاء عن وعثاء السفر ومشاقه ونحو ذلك مما لا يتخذ مهنة ولا يخرج به عن حد الاعتدال فلا يقترن به الاضطراب والتثني والضرب بالرجل مما يخل بالمروءة كما في حديث أم علقمة مولاة عائشة :
أن بنات أخي عائشة رضي الله عنها خفضن فألمن ذلك فقيل لعائشة : يا أم المؤمنين ألا ندعو لهن من يلهيهن ؟ قالت : بلى قالت : فأرسلت إلى فلان المغني فأتاهم فمرت بهم عائشة رضي الله عنها في البيت فرأته يتغنى ويحرك رأسه طربا وكان ذا شعر كثير فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها :
أف شيطان أخرجوه أخرجوه
فأخرجوه
أخرجه البيهقي ( 10 / 223 - 224 ) والبخاري مختصرا في " الأدب المفرد " ( 1247 ) بسند حسن أو يحتمل التحسين وقد أوردته في " صحيح الأدب المفرد " رقم ( 945 ) محسنا وصححه الحافظ ابن رجب في " نزهة الأسماع " ( ص 55 - طيبة ) "
أقول : والتحسين هو الأقوى لما تقدم والله أعلم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم